ابن العريجاء مسعودى جديد
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 19/05/2009 العمر : 67 الموقع : الدوحة - قطر
| موضوع: ابن الجزيرة يرد على هجائية محمد الواثق الثلاثاء يونيو 07, 2011 11:11 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ابن الجزيرة الخضراء يتصدى للرد على محمد الواثق
الشاعر محمد الواثق يوسف، المولود عام 1936م، بقرية (النَّيَّة) التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، إلى الشمال من العاصمة الخرطوم بنحو 50 كلم. والذي يعمل أستاذاً بشعبة اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الخرطوم، وقد تبوأ رئاسة هذه الشعبة، ثم تبوأ منصب عميد معهد الموسيقى والمسرح، ثم منصب رئيس معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم، له ديوانان من الشعر، هما ديوان (أم درمان تحتضر)، وديوان (الفارس الأعزل)...
اشتهر هذا الشاعر بالهجاء، حتى أصبح بالإمكان أن نطلق عليه لقب (حطيئة العصر) فهو قد هجا العديد من المدن السودانية بقصائد متفرقة بعد أن أفرد ديواناً بأكمله لهجاء مدينة أم درمان (العاصمة الوطنية)، هو ديوانه (أم درمان تحتضر).. فهو بالإضافة إلى أم درمان قد هجا مدن كسلا وكوستي وحلفا وتوتي ثم الحصاحيصا ومدني... وحتى نهر النيل الخالد لم يسلم من هجائه، إذ يقول في إحدى قصائد ديوان (أم درمان تحتضر):
والنيلُ أدْكنُ في سِلسالهِ كدَرٌ *** مِمَّا تبولُ عليه الناسُ والغنَمُ
وقد رد على ديوان (أم درمان تحتضر) كل من المؤرخ السوداني الراحل التيجاني عامر (رحمه الله)، والشاعر عادل حسن طه بقصيدة تدافع عن أم درمان، كما تصدى للرد على ذلك الديوان أيضاً الشاعر السماني الشيخ الحفيان بديوان كامل سماه (أم درمان الحياة)، ورد فيه على قصائد الواثق قصيدة قصيدة، وبذات القافية والوزن (القصائد كلها منظومة في بحر البسيط)...
أما بالنسبة لهجائيات المدن الأخرى فقد انبرى للرد عليه في هجائه لتوتي كل من شاعر توتي الكبير مصطفى طيب الأسماء، وابن توتي الأديب الدكتور الصديق عمر الصديق، والذي رد عليه بقصيدة توخي فيها نفس القافية والوزن العروضي. وكذلك تصدى للرد عليه في هجائه لمدينة كسلا الشاعر أبو قرون بقصيدة دافع فيها عن كسلا، والتزم فيها ذات الوزن وحرف الروي الذي نظمت فيه هجائية الواثق...
ولكن ابن الجزيرة المروية، الشاعر إسماعيل البشير المحينة، المولود في المناقل، والمتزوج من الحصاحيصا، والذي درس المرحلة الثانوية بمدينة ود مدني، أبت نفسه إلا أن يرد شعراً يذب فيه عن منطقته، وأرض أهله، ومهد صباه، فنظم قصيدة نونية، التزم فيها نفس الوزن العروضي والقافية التي نظم فيها الواثق هجائيته للجزيرة ومدن الحصاحيصا ومدني... وختمها بالتعريض بقرية الواثق التي تحمل اسم (النَّيَّة) أو (النَّيِّئَة) إذا ما عرَّبناها:
وفيما يلي هجائية محمد الواثق، التي ذم بها أرض الجزيرة وأهلها ومدنها وقراها:ـ
لولا العُلا لم تَجُبْ بي ما أجوبُ بها *** وجْناءُ حَرْفٌ، ولا بصَّاتُ ودْمدني أقولُ للحصَحيصـا إذْ مررتُ بها *** آويتِ من طُـرِدَتْ يا بؤرةَ العفَنِ غادرتُها، وطريقُ الْمـوتِ تحفُفُـه *** قُرى الملاريا حِذاء الجدْولِ العَطِنِ حتى توجَّهْـتُ،والأقـدارُ ماثِلـةٌ *** لِمعشَرٍ زعَمُوهـم سلَّـةَ الوطنِ قومٌ إذا استنْبحَ الأضيـافُ كلبَهُمُ*** قالـوا لأمِّهِـمو بولي على القُطُنِ شَحَّتْ ببولتِها، وهْوَ السَّمـادُ لهمْ *** بئس السمادُ وبئس القطنُ يا مدني
وهذا هو رد الشاعر إسماعيل المحينة (ابن الجزيرة) على هجائية محمد الواثق:
أرضَ الجزيـرةِ يا أُعْجُـوبةَ الزمَـنِ***حيَّا رُبوعَـكِ صَـوْبُ العارِضِ الهَتِنِ مـاذا جَلَـوْتِ لِمُرتـادٍ، ومُرتَزِقٍ *** غيرَ الخَمـائلِ، ذاتِ المنظـرِ الحَسَنِ حقولُكِ الخُضْرُ كم أهْدَتْ لقاصِدِها *** مـن كُـلِّ سُنْبُلَـةٍ زاداً بلا ثَمَـنِ فيحاءُ كانتْ لقوتِ الشَّعْبِ صَوْمَعةً *** ذُخْـراً وحِرْزاً،وكانتْ سلَّـةَ الوطنِ فكم شرِبنا بها من مـاءِ منسَكِـبٍ ***فيـه الشِّفـاءُ لداءِ الرُّوحِ والبـدَنِ وكمْ سَمِعنـا بِهـا تَغريدَ ساجِعَـةٍ ***فاقتـادَتِ اللَّبَّ مِنَّا قَوْدَ ذِي رَسَـنِ وكم شَمَمْنـا بها أنفـاسَ عاطِـرَةٍ *** من الأزاهِـرِ، قد قامَـتْ على فنَنِ جزيرةَ الخيرِ كم أطعَمْـتِ جائِعَهمْ ***وكم كَسَوْتِهِمُـو ثوبـاً من القُطُـنِ كم في رُبوعِكِ من صِمْصـامِ بادِرَةٍ ***عفِّ اللِّسـانِ على الأعراضِ مؤتَمَنِ يجودُ للضَّيْفِ بالكَوْمَـاءِ، ينحَرُهـا *** فيُشْبِـعُ الضيفَ من لحْمٍ، ومن لَبَنِ نهيـمُ بالحَصَحِيصَـا، وهْيَ مُونِقَـةٌ ***ونَعْشَـقُ العَيْشَ في أكْنافِ ودْ مدَني مدينـةٍ رفَـلَـتْ في سُندُسٍ نَضِـرٍ ***بادِي الجِمـالِ، فكانت دُرَّةَ الْمُدُنِ تَغـارُ من حسنِها الزَّاهِي وبهجَتِهـا *** مدائنُ العُـرْبِ من حِمْصٍ إلى عَدَنِ لتلك أصْبـُو، ولا أصْبـُو لنَيِّـئَـةٍ ***كريهَـةِ الطعْمِ، لم تنضَجْ على الزمَنِ قد عضَّها من دواهي الفقـرِ ماحِقَـةٌ ***لم تُبْقِ منها سِوى الأطـلالِ والدِّمَنِ | |
|