ا
الأم.......
ذلك الكيان العظيم والركن الشامخ الذي نأوي لنستفيئ بظله ونحتمي به من عوائق الدهر وصوادف الأيام.
هي المرأة التي تشعر دائما أمامها بصغرك وضآلتك وطفولتك مهما كبرت ولو كنت أبا أوجدا. المرأة التي تحمل مخزونا ضخما من الحنان والود والعطف والشفقة مالو حمّل غير قلبها لناء بحمله .
رحلت أمي وكان رحيلها أشبه بالصدمة والمفاجأة رغم ما كانت تعانيه من ويلات المرض الذي أنهك جسمها وشتت قواها وأضعف عزمها . رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جناته ورزقنا الصبر والسلوان.
ولم ترى أبناء رغم شففها وحبها لرؤيتهم قد أضناها المرض . وبعدي عنها وأولادي في بلاد الغربة وقد كان ابني الصغير دائم السؤال عنها بعبارة(اين أمك أمك )
وقد رثتها زوجتي فجاءت هذه الأبيات
[center][center]أمي
كم تمنيتي لقاءنا يا حبيبه
لكنها الأقدار تجري وكلنا لها يستجيبا
همساتك صيحاتك ونداؤك هيَّا إليََّ
كلها سوف تبقى فينا حيَّة.. عبقاً وطيبا
قدّ رحلتِ دون أن تلقي علينا نظرة
ومضيتِ في عجل فيا هول المصيبة
قد أغرّتنا الأماني بطول عمرٍ
والموت كأس دائر لوفيِّ الصِّبا أو في مْشِيبا
قْدَّ أغْرَّتَنَا الأمَّانيِ بأنّ تعيش فينا دهراً
وتكوني للأحفاد شمساً ليس يغشاها مغيبا
قد أغرتنا الأماني بمجلس بك يزدهر
وحولك الأحفاد يلهوا لا يهابون رقيبا
كم تمنينا ويا بُعد الأماني
وشربتِ كأس منية كان قريبا
كم تمنينا ويا زيف الأماني
فحقيقة الموت أطلت ليست ينكرها لبيبا
كم تمنينا ويا عجز الأماني
فهادم اللذات يرصدها الثواني لها حسيبا
،،،،، ،،،، ،،،،،،
لن أنسى قولك حين قلتي لن تروني
أو حين قلتي أولادكم لا يعرفوني
قد رددوا أمي أسماً وهم لا يعرفوني
قد رددوا أمي ولكن لا يعووني
أريدهم أن يعرفوا أني هنا ويَقْبِّلوُنيِ
وأضْمُّهُمْ بمْوَدَة وتنير رؤيتهم عيوني
خطواتهم تلهو هنا وهناك وأكفهم تمسح جبيني
يا أمي قد فارقتنا من سنين
مخلفة فينا الأنين
صفية[center]