ابن العريجاء مسعودى جديد
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 19/05/2009 العمر : 67 الموقع : الدوحة - قطر
| موضوع: إحسان الظن بالمسلمين، واجب ياما فرطنا فيه !! الإثنين ديسمبر 21, 2009 12:59 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إحسان الظن بالمسلمين واجب يفرط فيه الكثيرون الحمد لله ذي العز والكبرياء، والصلاة والسلام على محمد، خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وصحبته البررة الكرام الأتقياء... وبعد
تأمَّل قول الله تعالى في سورة النور؛ حول حادثة الإفك الشهيرة: [ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً، وقالوا هذا إفكٌ مبين] النور - الآية (12).
هذه الآية تفيد بجلاء ووضوح؛ أن الواجب على كل مسلم بمجرد سماع هذه الفرية أن يحسن الظن بأخيه المسلم أو أخته المسلمة المعنية بهذه التهمة...
إذن فليكن أول ما يتبادر إلى ذهنك عند سماع أي خبر فيه مساس بعرض أخٍ لك في الإسلام أو بسمعته أو كرامته أن تحسن الظن به، ثم تتهم هذه الخبر بأنه إفك وفرية وبهتان...
فلا تقل لا علم لنا إن كان هذا الخبر صحيحاً أو كاذباً، أو لا نستطيع أن نجزم بصحة هذا الخبر من كذبه... واترك التحقيق في صحة مثل هذه الأمور لولي الأمر (جهات الاختصاص الرسمية)... أما أنت فواجبك أن تحسن الظن بأخيك المسلم المقذوف بهذه الفرية، وأن تتهم الخبر المنقول بأنه مجرد إفك وبهتان... وهذا المعنى واضح في سياق الآية.
وعلى الرغم من أن الآية واردة في أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق (عائشة بنت أبي بكر) زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن معناها عام فيها وفي من عداها من المسلمين.. إذ العبرة في نصوص القرآن والسنة بعموم لفظها لا بخصوص سببها...
وتأمَّل روعة المعنى في قوله تعالى في هذه الآية (بأنفسهم)... فكأنك تدرأ التهمة السيئة عن نفسك التي بين جنبيك.. مما يؤكد أن المسلمين كالجسد الواحد، وكالبنيان يشد بعضه بعضاً..
ولكن كثيرٌ منا وللأسف الشديد، له ولعٌ وشغفٌ زائد بتصيد الأخبار السيئة التي تمس عرض إخوته المسلمين، وتدنس كرامتهم، وعادة ما يتبادر إلى ذهنه الظن السيئ.. ويسعى لترويج مثل هذه الأخبار وتوسيع دائرة نشرها.. والله تعالى يقول: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) النور – الآية (15)... إذن فمجرد تناقل مثل هذا الخبر يعتبر جريمة في حد ذاته... وبالفعل قد جلد النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثلاثة من الصحابة – رجلين وامرأة – في قضية الإفك، على الرغم من أن ثلاثتهم لم يزيدوا على أن رددوا قول ابن سلول، ولم يزيدوا عليه حرفاً واحداً، كان أحدهم يقول: "أرأيت إلى ما قال ابن سلول ؟!... قال: كذا وكذا "... وبرغم ذلك جلد النبي (صلى الله عليه وسلم) كلاً منهم حد الفرية ثمانين جلدة.
وقد صح عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: [من قال هلك الناس، فهو أهلكهم]... ومعنى هذا الحديث أن الذي يظن أن أمة محمد قد هلكوا فهو أشدهم هلاكاً... والحديث يدل بوضوح على إحسان الظن بأمة الإسلام...
وانظر إلى هذا الاستنباط الرائع للإمام الحافظ بن حجر العسقلاني، في باب حسن الظن بالمسلمين... حيث قال بعد أن أورد قصة بروك القصواء ناقة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديبية، وأن بعض الصحابة قالوا: لقد خلأت القصواء – أي حرنت – فرد عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): [والله ما خلأت، وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة].... قال الحافظ بن حجر: "فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دافع عن حيوانٍ أعجم، ودابةٍ غير مكلفة؛ بما علم من سابق خلقها وعادتها، استصحاباً للأصل..." فكيف بك أنت مع أخيك المسلم، لاسيما من عرف عنه الورع والتقى وحسن السيرة...
والله من وراء القصد، و هو الهادي إلى سواء السبيل إسماعيل البشير (أبو مسلم) | |
|
حسن ابراهيم علي شتيم مشرف المنتدى الاسلامى
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 27/01/2010
| موضوع: رد: إحسان الظن بالمسلمين، واجب ياما فرطنا فيه !! الخميس يناير 28, 2010 12:25 pm | |
| مشكور يا ود العريجاء علي هذا الموضوع الجميل وربنا يجعلنا من الذين يحسنون الظن | |
|